مخاطر الاستثمار في سوق البورصة

لا يمكن أن يخلو عمل قائم على ربح من المخاطرة، ولكن لابد أن تكون المخاطرة محسوبة وعلى أسس وعوامل يمكن التحكم في معظمها، كذلك ينطبق الأمر على البورصة والتداول والتي غالبا ما ترتبط بتحقق أرباحا هائلة فهي أيضا ترتبط بكثير من المخاطر، وفي هذا الجزء سنبدأ في الحديث عن المخاطر في الاستثمار والعوامل التي قد تؤثر عليها بالسلب. 

مخاطر الاستثمار في سوق البورصة


ما هي العوامل التي تؤثر على آداء أي بورصة؟

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على أداء أي بورصة، وتشمل هذه العوامل:

  1. الاقتصاد الوطني:

 صحة الاقتصاد الوطني للبلد الذي توجد فيه البورصة تلعب دورًا كبيرًا في أدائها. على سبيل المثال، نمو الناتج المحلي الإجمالي (النمو الاقتصادي)، ومعدلات البطالة، ومعدلات التضخم، ومستوى الديون الحكومية تؤثر جميعها على أداء البورصة.

  1. السياسة والاستقرار السياسي:

 الاستقرار السياسي والاستقرار الأمني يلعبان دورًا كبيرًا في جذب المستثمرين. الاضطرابات السياسية أو الصراعات المستمرة قد تؤدي إلى عدم استقرار الأسواق المالية.

  1. الأحداث العالمية:

 الأحداث العالمية مثل النزاعات الدولية، والأزمات الاقتصادية العالمية، والتغيرات في أسعار النفط والعملات الأجنبية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على البورصة.

  1. السياسة النقدية والاقتصادية:

 تغييرات في السياسة النقدية (مثل معدلات الفائدة) والسياسة الاقتصادية (مثل الإجراءات الضريبية والإنفاق الحكومي) يمكن أن تؤثر على توجيه الاستثمار والأسعار في البورصة.

  1. عوامل تقنية:

تقنيات التداول وأنظمة البورصة وسرعة التنفيذ تلعب دورًا في تحديد أداء البورصة. التحسينات التكنولوجية يمكن أن تجذب المزيد من المستثمرين وتزيد من نشاط التداول، بعض الدول تسعى لتطوير البورصة ومدّها بتقنيات حديثة جدا لجذب مستثمرين أكبر لأن ذلك يعكس قوة القطاع التكنولوجي الخاص بالدولة.

  1. العوامل النفسية:

تأثير العوامل النفسية وعوامل الثقة والترقب يمكن أن يؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسواق المالية. على سبيل المثال، قلق المستثمرين من تطورات سلبية محتملة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الأسعار. قد يسبب حراك اجتماعي أو كارثة بيئية بعض القلق لدى المستثمرين. وأحيانا تعرض الاقتصاد المحلي لبعض المشكلات يسبب توترات لدى المستثمرين أيضا.

  1. العرض والطلب:

 عرض وطلب الأسهم والأصول على البورصة يمكن أن يؤثر على الأسعار. زيادة الطلب على الأصول يمكن أن ترفع الأسعار، بينما انخفاض الطلب يمكن أن يضغط على الأسعار.

 هذه بعض العوامل الرئيسية التي تؤثر على أداء البورصة، ومن المهم فهم هذه العوامل ومراقبتها عن كثب عند اتخاذ قرارات استثمارية.

 ما هو آداء البورصة العالمية؟

 هناك العديد من المؤشرات العالمية التي تستخدم لقياس أداء الأسواق المالية على مستوى العالم، ومن أشهر هذه المؤشرات:

  1. مؤشر MSCI World: يتبع مؤشر MSCI World أداء الأسواق العالمية للأسهم الصادرة من مختلف البلدان. يتضمن هذا المؤشر العديد من الشركات الكبيرة والمتوسطة الحجم في جميع أنحاء العالم.
  2. مؤشر S&P 500: يعتبر مؤشر S&P 500 ممثلًا لأداء سوق الأسهم في الولايات المتحدة. وهو يتضمن 500 من أكبر الشركات في الولايات المتحدة.
  3. مؤشر FTSE All-World: يتبع مؤشر FTSE All-World أداء الأسواق العالمية للأسهم ويشمل الشركات المدرجة في العديد من البورصات حول العالم.
  4. مؤشر Dow Jones Global Total Stock Market: يعتبر هذا المؤشر مؤشرًا شاملاً يتبع أداء الأسواق العالمية للأسهم ويشمل الشركات الصغيرة والكبيرة.
  5. مؤشر الأسواق الناشئة: يقيس أداء الأسواق في البلدان الناشئة ويتبع تطور الأسهم في هذه الأسواق.

لمعرفة آداء البورصة العالمية في وقت حقيقي أو للحصول على معلومات أكثر دقة عن الأسواق المالية العالمية، يمكنك البحث عبر الإنترنت أو الاطلاع على منصات مالية متخصصة أو الاطلاع على تقارير ومؤشرات مالية. يجب مراعاة أن هذه المؤشرات تتغير باستمرار بناءً على أحداث السوق والاقتصاد العالمي.

ما هو آداء البورصة الخليجية مؤخرا؟

البورصات الخليجية تشمل بورصات دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والإمارات والكويت وقطر وعُمان والبحرين) وتتأثر بعدة عوامل، من بينها:

  1. أسعار النفط:

 الاقتصادات الخليجية تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط، وبالتالي فإن تقلبات أسعار النفط تؤثر بشكل كبير على آداء البورصات الخليجية، لذلك تسعى حكومة الكويت على تنويع مصادر الدخل والاستثمار في مشروعات في قطاعات مختلفة لتجنّب الاعتماد الكامل على النفط وتنويع الموارد المتاحة للدولة ودعم الاقتصاد.

  1. السياسة الحكومية:

 القرارات الحكومية والإصلاحات الاقتصادية تلعب دورًا كبيرًا في توجيه أداء البورصات الخليجية، فكلما زاد اهتمام الحكومات الخليجية بتمهيد وصناعة البيئة الحاضنة للاستثمارات وسن القوانين والتشريعات التي تشجع المستثمرين على الوثوق بخططهم المالية المتعلقة بالبورصة والأسهم؛ كلما زادت التدفقات المالية للمستثمرين وانتعشت الأسواق.

  1. الأحداث العالمية:

الأحداث الدولية مثل التوترات الجيوسياسية والأزمات الاقتصادية العالمية و الكوارث البيئية والتوترات العسكرية والتهديدات التي تؤثر على الملاحة والسفر والأوبئة كوباء كوفيد 19 وغيرها، كلها تؤثر أيضًا على البورصات الخليجية.

  1. القوانين واللوائح:

 تغييرات في القوانين واللوائح المالية والاستثمارية يمكن أن تؤثر على الأسواق المالية.

  1. الأداء الاقتصادي:

 نمو الاقتصادات وأداء الشركات المدرجة في البورصات يؤثر على الأسعار والمؤشرات.

 يتم قياس آداء البورصات الخليجية عادة من خلال مؤشرات مالية مثل مؤشرات السوق العامة لكل بورصة. لمعرفة آخر تطورات البورصات الخليجية وأدائها الحالي، يفضل البحث عبر الإنترنت أو الاطلاع على تقارير مالية مختصة. تذكر أن الأسواق المالية تتأثر بالتقلبات ويمكن أن تتغير بسرعة، لذا يجب على المستثمرين الحذر ومراقبة الأسواق بعناية. 

كيف أحمي استثماراتي في البورصة؟

لحماية استثماراتك في البورصة وتقليل المخاطر المحتملة، يمكنك اتباع بعض الإجراءات والاستراتيجيات التي تساعد على التحكم في المخاطر. إليك بعض النصائح:

  1. التنويع (التوزيع): قم بتوزيع استثماراتك على عدة أصول مختلفة، مثل الأسهم والسندات والسلع والعقارات. هذا يقلل من تعرضك لخطر خسارة كبيرة في حالة تدهور أداء مصنف معين.
  2. تحديد الأهداف والإطار الزمني: قبل البدء في الاستثمار، حدد أهدافك الاستثمارية والمدى الزمني لاستثمارك. هل تستثمر للتقاعد؟ هل تستثمر لتحقيق أرباح قصيرة الأمد؟ تحديد هذه الأهداف سيساعدك في اتخاذ القرارات الاستثمارية المناسبة.
  3. التعلم والبحث: قم بدراسة الأسواق المالية والشركات والصناديق قبل اتخاذ قرارات استثمارية. البحث الجيد يساعدك على فهم الأصول التي تستثمر فيها ومخاطرها المحتملة.
  4. وضع خطة استثمار: وضع خطة استثمار محكمة تشمل استراتيجيتك وتوزيع أصولك وكيفية إدارة المخاطر. يجب عليك الالتزام بالخطة وعدم التحرك بناءً على انفعالات السوق.
  5. استخدام أوامر التوقف: يمكنك استخدام أوامر التوقف لحماية مراكزك من التدهور المفاجئ في الأسعار. هذه الأوامر تقوم ببيع الأصول تلقائيًا إذا انخفضت الأسعار إلى مستوى محدد مسبقًا.
  6. تقليل الرافعة المالية: تقليل استخدام الرافعة المالية (القروض للتداول) يقلل من المخاطر. الرافعة المالية يمكن أن تزيد من الخسائر بنفس القدر الذي يمكن أن تزيد من الأرباح.
  7. التفكير طويل المدى: اعتماد استراتيجية استثمارية طويلة الأمد يمكن أن يساعد في تجاوز التقلبات القصيرة الأجل في الأسواق.
  8. الاستشارة بمساعدة مالية: إذا كنت غير متأكد أو تشعر بأنك بحاجة إلى مساعدة إضافية، فالاستشارة بمساعد مالي محترف يمكن أن تكون مفيدة لتطوير استراتيجية استثمارية مناسبة.

تذكر دائمًا أن الاستثمار ينطوي على مخاطر، ولن يكون هناك ضمان لتحقيق الأرباح. لذلك، من المهم تقدير مستوى المخاطرة الذي تستطيع تحمله والالتزام بخطة استثمارية مدروسة.

هل يمكن تعويض خسائر البورصة؟

نعم، يمكن تعويض خسائر البورصة في بعض الحالات، وذلك باستخدام استراتيجيات وأدوات مختلفة. إليك بعض الطرق التي يمكنك استخدامها لتعويض خسائر البورصة:

  1. التنويع الجيد: توزيع استثماراتك بشكل جيد على أصول مختلفة يمكن أن يساعد في تقليل المخاطر. عندما تمتلك محفظة متنوعة، فإن الخسائر في مجموعة من الأصول قد تعوض بواسطة أرباح في مجموعة أخرى.
  2. استخدام أوامر التوقف: يمكنك استخدام أوامر التوقف (Stop Orders) لحماية موقفك من تدهور الأسعار. إذا تراجعت الأسعار إلى مستوى معين، سيتم تنفيذ الأمر تلقائيًا للحد من الخسائر.
  3. تعزيز المدى الزمني: توجه نحو استثمارات طويلة الأمد بدلاً من التركيز على الاستثمارات القصيرة الأجل. ذلك يمكن أن يساعد في تجاوز تقلبات السوق والعوامل القصيرة الأجل.
  4. توظيف استراتيجيات حماية: يمكنك استخدام مشتقات مالية مثل خيارات البيع (Put Options) أو خيارات التأمين (Insurance Options) لحماية مراكزك من التقلبات في الأسعار.
  5. استشارة مستشار مالي: العمل مع مستشار مالي محترف يمكن أن يساعدك في تطوير استراتيجيات حماية مخصصة وفقًا لأهدافك ومخاطرك.
  6. الحفاظ على هدوء الأعصاب: من المهم عدم اتخاذ قرارات متسرعة عندما تواجه خسائر في البورصة. البورصة تعرف على التقلبات، والتفكير بوضوح واتخاذ القرارات بحكمة يمكن أن يكون مفيدًا.

من الضروري أن تكون على دراية بأن التداول في البورصة ينطوي على مخاطر، وقد لا تكون جميع الخسائر قابلة للتعويض. من المهم دائمًا التخطيط للاستثمار بعناية وتطوير استراتيجيات للحفاظ على رأس المال وتحقيق أهداف الاستثمار الخاصة بك.



أحدث أقدم